تسجيل دخول

اسم الدخول:
كلمة السر:

احصائيات الزوار

661 - مجموع الزوار
الاخبار والمقالات :: المقالات
article

معاشر الليبراليين .. كفرنا بكم

 

معاشر الليبراليين

﴿كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ العَدَاوَةُ وَالبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ﴾ (الممتحنة:4)

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فلا يخفى على من لديه أدنى اطلاع أن الليبرالية (السعودية!) قد فاح نتن مكنون صدورهم، وخبث منقولهم ومقولهم ومنشورهم! وما نسمع منهم يوماً بعد يوماً من مقالات الردة الصريحة، والطعونات القبيحة، حيث اجتمع فيهم من موجبات الردة ما هو محلّ اتفاق بين المسلمين!

وأمر الكفر (حكم إلهي) لا يُنتظر فيه (حكم قاضٍ) أو (فتوى عالم) فمن كفر فحكم الله (أسبق) من حكم الحاكمين (وَهُوَ خَيْرُ الحَاكِمِينَ) (الأعراف:87) كما سبق حكم الله تعالى بكفر الذين استهزءوا بالنبي r وأصحابه y فقال تعالى: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ﴾ (التوبة:65-66).

فالليبرالية دين كفر وزندقة، اجتمع فيها من موجبات الكفر، ونواقض الدين المجمع عليها عند أهل العلم غير ناقض، ومن ذلك:

[1] تكذيب الرسول r؛ فكم شككوا في صلاحية الدين لهذا العصر، وكلّ عصر، ورأوا أن دينه لا يصلح لمواكبة الحضارة الحديثة.

[2] وتكذيب بعض ما جاء به الرسول r؛ فأبطلوا حدّ الردة أولاً ليظفروا : بصيانة دمائهم! من سيف الحق، وقوة الشرع، فيتكلمون بكلّ مقالة مارقة، تحت مظلة حرية الرأي، وكسر حاجز الوصاية!

ثم تكلموا بعد ذلك ما ﴿تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الجِبَالُ هَدًّا﴾ (مريم:90).

[3] بغض الرسول r؛ وإن ادَّعو حبه بألسنتهم! ﴿وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ المُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ﴾(المنافقون:1) ، حيث أن بغض شرع النبي r بغضٌ للنبي عليه الصلاة والسلام، وتحكيم الشريعة في كافة جوانب الحياة، وفرض (وصايتها!!) على السياسة والاقتصاد والإعلام والمرأة!!! وسائر أمور الدنيا حتم لازم، وهو دين الله تعالى، ومع ذلك كم أشهر أولئك بغض ما شرعه الرسول r، ورأوا أنه (تخلف!) و(وحشية!) و(رجعية!).

[4] ردّ ما جاء به الرسول r، أو بعض ما جاء به الرسول r! فصاحوا بأعلى أصواتهم، في ردّ عددٍ من شرائع الإسلام، خاصة في أحكام النساء، كمن ردّ قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة) فصاحت من فويسقات الليبرالية قائلة فقالت: (بل أفلح القوم ولوا أمرهم نورة وألف نورة!!!) وهذه ردة صريحة لا مجال فيها لترقيع المرقعين!

[5] لم يكفروا المشركين، بل صححوا مذهبهم! كما جاء صريحاً في عبارات منصور النقيدان وأضرابه في قناة العربية بأنه (لا يكفر يهودياً ولا نصرانياً ولا مجوساً .. وأن من اعترف به كإنسان فهو على دينه!).

[6] الاستهزاء المتواصل بدين الله تعالى، فما من سنة ظاهرة من شعائر الدين الظاهرة إلا ونالها من أقلام الليبراليين ما نالها.

[7] مظاهرة المشركين، وأعظم ذلك مظاهرتهم في عقائدهم ومبادئهم الإلحادية، وهم كذلك شاءوا أم أبوا- فهم (صنبور أعداء الإسلام) الذي يسكب بين ظهرانينا أخبث الأفكار والعقائد، وبالغوا في تعظيم الغرب، والثناء عليهم، وبالمقابل ذم بلاد الحرمين، واستهجان أهلها، ووصفهم بأقبح الأوصاف، غير ما ثبت من غير وجه كسبهم التأييد المطلق من أعداء الإسلام بـ(المقال) و(المال!!!!) بل والأقبح من هذا كلّه: استنصارهم بأعداء الإسلام تحت مظلة (حقوق الإنسان) عند أدنى حملة استنكار أو رفض لمبادئهم سواء كان الرفض والاستنكار (حكومياً) أو (شعبياً) وكم فزعوا إلى (أمريكا) مستنصرين عند أتفه الأسباب! حتى ولو كان (إغلاق موقعهم!!!!!).

[8] اعتقادهم أنهم يسعهم الخروج على شريعة النبي r، وأن الإنسان لديه الحرية التامة في اختيار الدين الذي يريد! و ﴿الدِّينُ كُلُّهُ للهِ﴾ (الأنفال:39)

وبعد هذا كله وايم الله- لا يصح لمنتسب للإسلام دينه حتى يعلن البراءة منهم ومن دينهم، لأن هذا مصداق (الكفر بالطاغوت) الذي هو أحد ركني كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) كما قال تعالى: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالعُرْوَةِ الوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾(البقرة:256) ، والعروة الوثقى هي (لا إله إلا الله) ولن يستمسك بها أحدٌ حتى (يكفر بالطاغوت) أولاً، وينتهج نهج من أمرنا الله تعالى بالاقتداء به، وهو إبراهيم عليه السلام إذ يقول الله تعالى: ﴿قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ العَدَاوَةُ وَالبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ﴾(الممتحنة:4) .

فقولوا يا عباد الله- بصريح المقال، وبحقيقة الحال للبراليين والليبرالية: ﴿إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ العَدَاوَةُ وَالبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ﴾.

فهم والله أعداء هذه الدولة المباركة، ومعول خرابها، وفرقة صفها، وإدخال الفساد في البلاد والعباد.

ولئن اجتمعت الصفوف والهمم على (مكافحة الإرهاب والمخدرات!) فهي والله أولى وأحق أن تجتمع في (مكافحة الليبرالية والليبراليين).

لأن الإرهاب والمخدرات غاية إفسادهما (دمار الأبدان) والأبدان إن دُمِّرَت (فنيت!).

أما (الفكر الليبرالي) فغايته (دمار الأرواح) والأرواح إن (دُمِّرت) (أبدانها بقيت!) وبقاء تلك الأبدان تحمل تلك الأرواح (المدمَّرة) سوف تكون (نواة شرٍّ) تدمر كل يوم خلقاً لا يحصيهم إلا الله تعالى عن طريق وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة.

فالله الله في شحذ الهمة، وجمع الصف، وتوحيد الكلمة، والوقوف ضد هذا الكفر (الإلحادي) بـ:

[1] بالهجوم؛ بنشر التوحيد والسنة، ونشر الخير بين الناس، وتنشيط دَورِ دُورِ العلم من المساجد والمدارس والمكتبات والمجالس، فللحق نورٌ لا يحتمله ظلام الباطل، وله قوة لا تدفعها كثرة الضلال، والله تعالى يقول: ﴿وَقُلْ جَاءَ الحَقُّ وَزَهَقَ البَاطِلُ إِنَّ البَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾(الإسراء:81) ويقول تعالى: ﴿قُلْ جَاءَ الحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ البَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ﴾(سبأ:49) وقال تعالى: ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالحَقِّ عَلَى البَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ﴾(الأنبياء:18).

[2] بالصد؛ وهذا لخصوص العلماء الصادقين الناصحين، بنقض شبههم، وإشهار تكفير من تكلم بكلمة الكفر، وإعلان البراءة منه، والمطالبة بالأخذ على يده، ومعاقبته، فبهذا تكون صيانة المجتمع من لعنة الله الحالقة الماحقة التي أصابت الأمم من قبلنا كما قال تعالى: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ (المائدة:78-79) .

والسكوت عن تكفير هؤلاء من جنس الكتمان لما أنزله الله تعالى للناس، وبينه لهم، وعقوبة أولئك أشد العقوبات، ولا حول ولا قوة إلا بالله، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ﴾ (البقرة:159) .

أسأل الله تعالى أن يكفينا شرور الكائدين، ويصد عنا عدوان الملحدين، ويوحد كلمة المسلمين عامة، ويحمي بلادنا من كلّ كائد وحاقد وحاسد، ويوفق ولاة أمرنا إلى ما فيه الخير والصلاح، وأن يعزهم بالقرآن والسنة، ويعز القرآن والسنة بهم، والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

كتبه

بدر بن علي بن طامي العتيبي

عدد الزيارات : 3246
اسم الكاتب : ادارة الموقع