جريدة الوطن السبت 18 ذو القعدة 1424هـ الموافق 10 يناير 2004م العدد (1198) السنة الرابعة
رداً على عوض القرني
كتاب: الدرر السنية" لا يدعو للغلو وسأكشف رموز التكفيرالحقيقيين!
اطلعت في "الوطن" عددها رقم 1193 يوم الاثنين الموافق 14 ذي القعدة 1424 هـ على لقاء صحفي مع الشيخ عوض القرني، وقد بدأ الحوار بذكر الثلاثة الذينوصفهم بـ(رموز التكفير) وكأن غيرهم براء من هذه الخطيئة الدنيئة التي أخذت فيحبائلها الكثير والكثير، نعم؛ إنَّ هؤلاء الثلاثة ليسوا أشدَّ خطراً من غيرهم ممن غذىالشباب من ثدي (الحركات الجهادية) و(الكتب الحركية) و(الدعوات المستوردة) وما همإلا باكورة ثمار تلك الدعوات التي (تحمل الخطر معها!) أقول:
لقد ذكر الشيخالقرني أن فكر أولئك النفر الثلاثة ناتج عن مدرسة فكرية شاركت في صنع تلك التفجيراتوأعمال التخريب التي بُليت بها أمتنا اليوم، وبلا شك أنَّ هذه المدرسة فاشلة في تحقيقالمناط وتنقيحه أيضاً، ولكن تجاسر الشيخ القرني تجاسراً -صرّح هو بعدم قدرته عليه منقبل-وأخذ ينسب غذاء هذه المدرسة الفكرية إلى كتب أئمة الدعوة النجدية! وذكر منهاعلى وجه الخصوص كتاب "الدرر السنية" وأن فيه غلواً في التعامل مع المخالفين!.
ولكييتضح للقارئ حقيقة الأمر أقول:
إن كتاب "الدرر السنية في الفتاوى والمسائلالنجدية" جمعه الشيخ العلامة محمد بن عبدالرحمن بن قاسم رحمه الله، وقد تكرم بطباعته الملكسعود ومن بعده جددها الملك فيصل رحمهم الله تعالى، وهو كتاب جامع للتوحيد والأحكاموالآداب وسائر أمور الدين، وحاله كحال غيره من كتب أهل العلم فيما يحوي، وكما أنهبحث مسائل التكفير وجهاد الكفار، كذلك بحث بحوثا مطولة في "السمع والطاعة" و"ذمالخروج على ولاة الأمر" و "معاملة الكفار" بمنظارٍ شرعي، فلماذا وقف الشيخ القرنيعلى كتاب "حكم المرتد" منه و"الجهاد" وترك باقي الكتب الأخرى؟!
إن طريقة أئمةالدعوة المباركة أعدلُ الطرق وأكملُها؛ وهي طريقة السلف الصالح وأهل السنة والتوحيد،وقد ذكروا في مواطن عديدة من كتاب "الدرر السنية" اعتدالهم في هذا الباب الخطير "باب التكفير" وأنهم وسط فيه بين أهل الإرجاء الممقوت، وأهل الخروج والغلو والتجنيالغاشم.
والكتاب منشور ومشهور ويباع ولطالب الحق أن يقف فيه على ما يريد، ولا يأخذ منهما يوافق انتقاده، ويترك بقية كلام العلماء فيه.
خاصة وأنَّ هذا الكتاب قد ضم كوكبةمن علماء الشريعة من أهل التوحيد والسنة بدءً من الإمام محمد بن عبدالوهاب مرورًابكتابات في التوحيد والسنة للإمام الموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود حتى شيخناالإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله.
ومات شيخنا وهو مما يقرأ عليه في دروسه وحلقات العلمعنده، فهل يا ترى أن هذا "الغلو!" خفي على الأئمة (عبدالرحمن بن حسن- وعبداللطيفبن عبدالرحمن- وإسحاق بن عبدالرحمن- وحمد بن ناصر- وعبدالله أبا بطين- وحمد بنعتيق- وسعد بن حمد بن عتيق- وسليمان بن سحمان...) وغيرهم من العلماء؟ حتى علمه عوض القرني ومن على شاكلته!
إني لاأظن الشيخ القرني يجهل من أين تغذى هؤلاء بحليب "الفكر التكفيري!" ألم يقرأ الدكتور القرني "معالم في الطريق!" لسيد قطب وما فيه من تكفير للشعوب والحكوماتعامة! خذ من ذلك قوله (ص6) يقول: (ووجود الأمة المسلمة يعتبر قد انقطع من قرونكثيرة، ولا بد من إعادة وجود هذه الأمة لكي يؤدي الإسلام دوره المرتقب في قيادةالبشرية مرة أخرى... لا بد من بعث لتلك الأمة التي واراها ركام الأجيال وركامالتصورات، وركام الأوضاع، وركام الأنظمة التي لا صلة لها بالإسلام... إلخ).
هل قرأ "العدالة الاجتماعية" لسيد قطب وسائرمؤلفاته، وما فيها من التكفير، حيث يقول (ص182) : (ونحن لا نحدد مدلول الدين ولامفهوم الإسلام على هذه النحو من عند أنفسنا... ففي مثل هذا الأمر الخطير الذي يترتبعليه تقرير مفهوم لدين الله كما يترتب عليه الحكم بتوقف وجود الإسلام في الأرضاليوم، وإعادة النظر في دعوى مئات الملايين من الناس أنهم مسلمون).
فأينالقرني عن هذا الغلو الفاحش؟!
أريد منه فقط -تكرماً- أن يَعِدَ القراءَ بلقاءٍ أومقالٍ ينتقد فيه كتابات سيد قطب المنتشرة بين الناس وما فيها من طوام كهذه!
بلالغلو أيضاً في "مجلات" و"كتابات" تصدر من الخارج.
وأقول:
لعلي في مقال قادم ليبعنوان (هم العدو فاحذرهم) أذكر - أكثر من هذا، وأكشف فيه ممن يشار له بالبناناليوم وكان يربي الشباب على الفكر (السياسي) و(التكفيري) معاً.
ومن كان يربيالشباب على الخروج على الحاكم ويلقنهم الآمال بتبديل الحال؟!
ومن كان يُربي الشباب بألاتغيير إلا بدمٍ وتفجير؟
ومن كان يُربي الشباب بأن الخروج على أئمة (الجور) سنةسلفية؟!.
ومن كان يُربي الشباب على أن (اغتيال) (رؤوس الضلال!!) سنةنبوية؟!
هذا كله في "رسائلهم" و"كتبهم" بل حتى في "رسائلهم الجامعية!" وللأسف، بلحتى في "أهازيجهم وأناشيدهم!"
ولكن مما يجدر التنبيه عليه:
أن كتاب "الدررالسنية" وغيره من كتب، وما فيه من طريقة العلماء في هذه البلاد المباركة من قديمالزمن وحديثه هي أعدل الطرق وأبعدها عن الغلو، وحكامنا أعرف الناس بهذا.
فإنقيل:
إنا نجد أن "رموز الفكر التكفيري" يستدلون دائما بمقالات أئمة الدعوة من كتاب"الدرر السنية" وغيره.
يقال: هم يستدلون بالقرآن الكريم أيضا فهل نترك القرآنالكريم؟!
بل هل أصابوا فيما نقلوه منه؟
نعم؛ قد يستدلون ببعض النقولات منهذه الكتب، ومن غيرها من الكتب بما يوافق أهواءهم، ويضعون الكلام على ما يريدون،وهذا من سبيل أهل الزيغ والهوى، فقد يستدلون بآيات من كلام الله المحكم المتقنويريدون معنى باطلا، فكيف لا يحصل هذا مع كلام سائر البشر؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
براءة الحنابلة من عقيدة التجهيل
والرد على الحنابلة الجدد فيما يزعمون
وبيان انحرافهم في الاعتقاد
للشيخ الدكتور بدر بن علي بن طامي العتيبي
جريدة الوطن السبت 18 ذو القعدة 1424هـ الموافق 10 يناير 2004م العدد (1198) السنة الرابعة
رداً على عوض القرني
كتاب: الدرر السنية" لا يدعو للغلو وسأكشف رموز التكفير الحقيقيين!
اطلعت في "الوطن" عددها رقم 1193 يوم الاثنين الموافق 14 ذي القعدة 1424 هـ على لقاء صحفي مع الشيخ عوض القرني، وقد بدأ الحوار بذكر الثلاثة الذين وصفهم بـ(رموز التكفير) وكأن غيرهم براء من هذه الخطيئة الدنيئة التي أخذت في حبائلها الكثير والكثير، نعم؛ إنَّ هؤلاء الثلاثة ليسوا أشدَّ خطراً من غيرهم ممن غذى الشباب من ثدي (الحركات الجهادية) و(الكتب الحركية) و(الدعوات المستوردة) وما هم إلا باكورة ثمار تلك الدعوات التي (تحمل الخطر معها!) أقول:
لقد ذكر الشيخ القرني أن فكر أولئك النفر الثلاثة ناتج عن مدرسة فكرية شاركت في صنع تلك التفجيرات وأعمال التخريب التي بُليت بها أمتنا اليوم، وبلا شك أنَّ هذه المدرسة فاشلة في تحقيق المناط وتنقيحه أيضاً، ولكن تجاسر الشيخ القرني تجاسراً -صرّح هو بعدم قدرته عليه من قبل- وأخذ ينسب غذاء هذه المدرسة الفكرية إلى كتب أئمة الدعوة النجدية! وذكر منها على وجه الخصوص كتاب "الدرر السنية" وأن فيه غلواً في التعامل مع المخالفين!.
ولكي يتضح للقارئ حقيقة الأمر أقول:
إن كتاب "الدرر السنية في الفتاوى والمسائل النجدية" جمعه الشيخ العلامة محمد بن عبدالرحمن بن قاسم رحمه الله، وقد تكرم بطباعته الملك سعود ومن بعده جددها الملك فيصل رحمهم الله تعالى، وهو كتاب جامع للتوحيد والأحكام والآداب وسائر أمور الدين، وحاله كحال غيره من كتب أهل العلم فيما يحوي، وكما أنه بحث مسائل التكفير وجهاد الكفار، كذلك بحث بحوثا مطولة في "السمع والطاعة" و"ذم الخروج على ولاة الأمر" و "معاملة الكفار" بمنظارٍ شرعي، فلماذا وقف الشيخ القرني على كتاب "حكم المرتد" منه و"الجهاد" وترك باقي الكتب الأخرى؟!
إن طريقة أئمة الدعوة المباركة أعدلُ الطرق وأكملُها؛ وهي طريقة السلف الصالح وأهل السنة والتوحيد، وقد ذكروا في مواطن عديدة من كتاب "الدرر السنية" اعتدالهم في هذا الباب الخطير "باب التكفير" وأنهم وسط فيه بين أهل الإرجاء الممقوت، وأهل الخروج والغلو والتجني الغاشم.
والكتاب منشور ومشهور ويباع ولطالب الحق أن يقف فيه على ما يريد، ولا يأخذ منه ما يوافق انتقاده، ويترك بقية كلام العلماء فيه.
خاصة وأنَّ هذا الكتاب قد ضم كوكبة من علماء الشريعة من أهل التوحيد والسنة بدءً من الإمام محمد بن عبدالوهاب مرورًا بكتابات في التوحيد والسنة للإمام الموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود حتى شيخنا الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله.
ومات شيخنا وهو مما يقرأ عليه في دروسه وحلقات العلم عنده، فهل يا ترى أن هذا "الغلو!" خفي على الأئمة (عبدالرحمن بن حسن- وعبداللطيف بن عبدالرحمن- وإسحاق بن عبدالرحمن- وحمد بن ناصر- وعبدالله أبا بطين- وحمد بن عتيق- وسعد بن حمد بن عتيق- وسليمان بن سحمان...) وغيرهم من العلماء؟ حتى علمه عوض القرني ومن على شاكلته!
إني لا أظن الشيخ القرني يجهل من أين تغذى هؤلاء بحليب "الفكر التكفيري!" ألم يقرأ الدكتور القرني "معالم في الطريق!" لسيد قطب وما فيه من تكفير للشعوب والحكومات عامة! خذ من ذلك قوله (ص6) يقول: (ووجود الأمة المسلمة يعتبر قد انقطع من قرون كثيرة، ولا بد من إعادة وجود هذه الأمة لكي يؤدي الإسلام دوره المرتقب في قيادة البشرية مرة أخرى... لا بد من بعث لتلك الأمة التي واراها ركام الأجيال وركام التصورات، وركام الأوضاع، وركام الأنظمة التي لا صلة لها بالإسلام... إلخ).
هل قرأ "العدالة الاجتماعية" لسيد قطب وسائر مؤلفاته، وما فيها من التكفير، حيث يقول (ص182) : (ونحن لا نحدد مدلول الدين ولا مفهوم الإسلام على هذه النحو من عند أنفسنا... ففي مثل هذا الأمر الخطير الذي يترتب عليه تقرير مفهوم لدين الله كما يترتب عليه الحكم بتوقف وجود الإسلام في الأرض اليوم، وإعادة النظر في دعوى مئات الملايين من الناس أنهم مسلمون).
فأين القرني عن هذا الغلو الفاحش؟!
أريد منه فقط -تكرماً- أن يَعِدَ القراءَ بلقاءٍ أو مقالٍ ينتقد فيه كتابات سيد قطب المنتشرة بين الناس وما فيها من طوام كهذه!
بل الغلو أيضاً في "مجلات" و"كتابات" تصدر من الخارج.
وأقول:
لعلي في مقال قادم لي بعنوان (هم العدو فاحذرهم) أذكر - أكثر من هذا، وأكشف فيه ممن يشار له بالبنان اليوم وكان يربي الشباب على الفكر (السياسي) و(التكفيري) معاً.
ومن كان يربي الشباب على الخروج على الحاكم ويلقنهم الآمال بتبديل الحال؟!
ومن كان يُربي الشباب بألا تغيير إلا بدمٍ وتفجير؟
ومن كان يُربي الشباب بأن الخروج على أئمة (الجور) سنة سلفية؟!.
ومن كان يُربي الشباب على أن (اغتيال) (رؤوس الضلال!!) سنة نبوية؟!
هذا كله في "رسائلهم" و"كتبهم" بل حتى في "رسائلهم الجامعية!" وللأسف، بل حتى في "أهازيجهم وأناشيدهم!"
ولكن مما يجدر التنبيه عليه:
أن كتاب "الدرر السنية" وغيره من كتب، وما فيه من طريقة العلماء في هذه البلاد المباركة من قديم الزمن وحديثه هي أعدل الطرق وأبعدها عن الغلو، وحكامنا أعرف الناس بهذا.
فإن قيل:
إنا نجد أن "رموز الفكر التكفيري" يستدلون دائما بمقالات أئمة الدعوة من كتاب "الدرر السنية" وغيره.
يقال: هم يستدلون بالقرآن الكريم أيضا فهل نترك القرآن الكريم؟!
بل هل أصابوا فيما نقلوه منه؟
نعم؛ قد يستدلون ببعض النقولات من هذه الكتب، ومن غيرها من الكتب بما يوافق أهواءهم، ويضعون الكلام على ما يريدون، وهذا من سبيل أهل الزيغ والهوى، فقد يستدلون بآيات من كلام الله المحكم المتقن ويريدون معنى باطلا، فكيف لا يحصل هذا مع كلام سائر البشر؟!
كتبه
بدر علي بن طامي العتيبي